ماذا يحدث عندما نحتفظ بماضينا أو نُبقي على سجل لحاضرنا؟ قد لا ندرك ذلك دائمًا، لكن الأرشفة تحيط بكل جانب من جوانب حياتنا. فقد دأبنا على جمع وحفظ المستندات والصور والمقادير والقطع والخامات والخبرات والأفكار، وهي تشكل جميعها هويتنا ونظرة الآخرين إلينا. ومن البحث إلى التوثيق، تعتبر الأرشفة أمرًا أساسيًا في كل خطوة من عملية التصميم والإبداع؛ إذ نسترشد بها في صنع قراراتنا، كما أنها تدفعنا إلى التفكير في الأثر الذي نتركه، وتسمح لنا بالبناء على ماضينا الذي يحيا فينا والمستقبل الذي نصنعه بأيدينا. ومع تزايد الكوارث المناخية وانعدام الاستقرار السياسي وهشاشة العالم الرقمي الذي نعيش فيه، فإن قابلية التلف الذي يمكن أن يطال ممتلكاتنا تنذر بضرورة الأرشفة، باعتبارها ممارسة تعيد الحياة لتراثنا.
يدور موضوع العدد الرابع من الجورنال حول الأرشفة والتصميم. ولأن ليوان هو مشروع أرشيفي في جوهره، فمن المناسب جداً أن يتمحور موضوع العدد الرابع والأخير لهذا العام حول التصميم والأرشفة عبر: إلقاء نظرة على الأشكال المتعددة للأرشفة، وقدرة هذه الممارسة في الحفاظ على التراث بصريًا، وأهميتها في تشكيل مستقبل التصميم في المنطقة، من الأدب ونقش الحروف إلى العمارة والمجتمع والثقافة.